تمكن المساعد سيف ناصر السناني من تحقيق معادلة صعبة بفقدان 120 كيلو جراماً من وزنه، الذي وصل إلى 190 كيلو ، ليصبح   70 ، في إنجاز يؤكد أنه لا مستحيل أمام عزيمة الإنسان القوية.

ويعمل السناني في جناح الجو في شرطة أبوظبي، إذ التحق بالعمل في العام 2009 ووزنه 123 كيلو، إلا أنه كان لائقاً صحياً، شريطة أن يلتزم بإنقاص وزنه وبناء لياقة بدنية، فقد حقق ذلك بوصول وزنه إلى 70 كيلو، ما دفعه إلى مواصلة تحصيله العلمي، موزعاً وقته بين العمل والدراسة ورعاية الأسرة، متوجاً  ذلك بحصوله على دبلوم إدارة الأعمال بدرجة جيد جداً.

وحظي بمكرمة من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية، تتضمن بعثة دراسية إلى بريطانيا، وذلك تأكيداً لحرص القيادة على تمكين أبناء الوطن من مواصلة تحصيلهم العلمي، وتوفير الرعاية الكاملة والعيش الكريم لهم .

والسناني نموذج حي لجيل جديد من شباب لا يؤمن بالمستحيل، ولا يعرف اليأس إلى طريقه سبيلاً، فبالرغم من المشاكل الصحية التي كانت تحاصره من كل حدب وصوب  بسبب البدانة المفرطة، ومضاعفات تلك البدانة  التي تمثلت في ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، فضلاً عن صعوبة الحركة والتنفس ، غير أنه  كان مصراً على مواصلة تعليمه.

المعادلة الصعبة
وبالرغم من نحول جسمه الواضح الذي يظهر  أنه خاض حرباً ضروسة ضد البدانة المفرطة، غير أن السناني، الذي تخرج من الكلية التقنية قسم إدارة الأعمال بدرجة جيد جداً، يتميز بعزم لا يلين وصبر لا ينفد، ما مكنه من قهر الصعاب، محققاً المعادلة الصعبة التي عجز الكثيرون عن فك شفراتها، فقد كان، ومنذ طفولته الباكرة، مهيمناً على ناصية الأمل، ممتطياً صهوة الطموح، على الرغم من إحساسه بالحزن الدفين  الذي كان يراوده كلما تذكر حادث كسر كاحله الذي حرمه من ممارسة لعبة كرة القدم، ليلقي به في بئر البدانة المفرطة، وفق تعبيره.

فكيف بدأت حالة السمنة المفرطة التي ظلت تؤرق منام السناني لثمانية أعوام متتالية؟ وإلى أين انتهى به المطاف؟ وما الأسباب التي دفعته إلى اختراع حمية خاصة به ليخسر 120 كيلو جراماً من وزنه، ليصبح نموذجاً للبنية المثالية، حيث يبلغ وزنه اليوم 70 كيلو جراماً فقط ؟

يجيب السناني عن هذه الأسئلة بابتسامة تعكس صفاء النفس، الذي ظل يلازمه طيلة سنوات عمره، التي لم تتجاوز حتى هذه اللحظة الاثنين وعشرين ربيعاً، لكنها كانت سنوات حافلة بالتحديات والإنجازات قائلاً: في بداية حياتي كنت لاعب كرة قدم ضمن أشبال نادي العين "تحت سن العشرين"، كان عمري في ذلك الوقت 13  عاماً، و كانت لدي أحلام كبيرة لكي أصبح لاعب كرة مشهور ضمن منتخبنا الوطني، ولكن لسوء الحظ تعرضت إلى حادث كسر في كاحل القدم؛ فاضطررت إلى البقاء في المنزل لمدة ثلاثة أشهر دون حركة، كنت خلال هذه الفترة أتابع أخبار الأندية عبر التلفاز أو الصحف دون التمكن من اللعب.

وأضاف: لقد كان لذلك  الحادث دور محوري في تغيير مجرى حياتي، حيث بدأ وزني يزداد بسرعة لا تُصدق لعدم القدرة على الحركة، مع تناول وجبات ذات سعرات حرارية عالية وأنا على فراشي، حقيقة لم أكن أعرف شيئاً عن تأثير السمنة على الصحة لصغر سني، لهذا كنت ألتهم كل ما تقدمه عائلتي من طعام، وما زاد الأمر سوءاً استسلامي للواقع، وتأقلمي مع مظهري الجديد باعتباره أمراً لا مفر منه.

 15 وجبة يومياً
ويؤكد أنه كان حائراً بين أحلامه التي تحولت بين ليلة وضحها إلى سراب، وبين ازدياد وزنه المضطرد الذي يدفعه إلى التهام المزيد من الأكل؛ حتى أصبح الأكل هوايته المفضلة بدلاً عن كرة القدم، خصوصاً وأن حجمه الضخم كان بحاجة ملحة إلى تناول العديد من الوجبات خلال اليوم.

 ويضيف: كنت أتناول أكثر من 15 وجبة يومياً حتى أصبح الأكل ملاذي الوحيد، فكلما شعرت بالإحباط لموت أحلامي الرياضية التي دُفنت في مقبرة البدانة المفرطة كنت أتناول وجبة غذائية لعلها تنسيني هذه الحقيقة، و لم أكن اختار طعامي، بل كنت أتناول كل ما يقع في يدي من وجبات سريعة مشبعة بالدهون والسعرات الحرارية حتى تضاعف وزني خلال ثمانية أعوام ليصل إلى 192 كيلوجراماً، ومن ثم بدأت معاناتي مع مضاعفات السمنة التي لا تبقي ولا تذر.

يؤكد السناني أن الأمر ازداد سوءاً بالنسبة إليه بعد إصابته بالأكزيما، حيث استدعى الأمر خضوعه للعلاج

X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
غلق
ملاحظاتك
المساعد الافتراضي
qr-code
حجز موعد