الافتتاحية
كلمة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية
لمناسبة العيد الوطني الخامس والثلاثين
العيد الخامس والثلاثون: حصاد كثير وثمار واعدة
في كل سنة، يطل علينا عيد الاتحاد، يحمل في طياته بشائر الخير والأمل لدولة عرفت كيف تجد مكانتها المرموقة بين الدول، وأدركت بفضل قياداتها الحكيمة المتعاقبة، أهمية أن تكون هي نفسها، واعية لخصوصيتها، مدركة للتحديات التي تواجهها·
ونحن نحتفل بالعيد الخامس والثلاثين لإعلان الاتحاد، لا يسعنا إلا أن نذكر بالخير وندعو بحسن الثواب للآباء المؤسسين الذين رأوا في هذه المنطقة من العالم فرصة تاريخية لإرساء أسس دولة اتحادية عصرية، وأن ينجحوا في إقامة أكثر التجارب الوحدوية استمراراً ونجاحاً في العالم العربي·
فالإيمان بقوة التضامن والاتحاد كان الحافز للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليؤسس هذه الدولة ويروّج لهذه الفكرة بين إخوانه حكام الإمارات وشيوخها، إلى أن نضجت الفكرة وأعلن عن قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر من عام 1791م·
وإذا كانت المناسبة فرصة لنستعرض الإنجازات والطموحات، فلابد لنا من أن نذكر، بفخر واعتزاز، مدى التقدم الذي تحرزه الدولة في ظل القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة >حفظه الله< ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإخوانهما حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد·
فخلال العام المنصرم، حققت الدولة إنجازاً تاريخياً مشهوداً لها به، عندما نجحت في وضع حل دائم ونهائي لمسألة الأطفال الركبية وإعادتهم جميعاً إلى دولهم الأصلية، وتكفلت بنفقات تعليمهم وتدريبهم، وهذا ما حمل الإشادة من أكثر من جهة دولية معنية ومتخصصة·
كما أن سيدي صاحب السمو رئيس الدولة >حفظه الله< بادر إلى إصدار قانون مكافحة الاتجار بالبشر، وهو قانون عصري ومتطور، لا يحمي الضحايا فحسب بل يوجه رسالة واضحة إلى كل من تسول له نفسه استغلال سياسة الانفتاح التي تتبعها الدولة لمحاولة ارتكاب أي نوع من جرائم الاتجار بالبشر·
وفي حصاد السنة المباركة، نذكر وبكثير من الأمل، التوجيهات السامية لسيدي صاحب السمو رئيس الدولة >حفظه الله< حول إيجاد حل دائم ومتكامل لمسألة عديمي الجنسية بشكل يضمن حل هذه المسألة بشكل جذري ونهائي·
وقد حاولنا في وزارة الداخلية أن نكون على قدر التوجيهات السامية لسيدي صاحب السمو رئيس الدولة >حفظه الله< حول ضرورة النهوض بالموارد البشرية، فعملنا على تطوير برامج التدريب والتأهيل للمنتسبين إلى كافة إدارات الوزارة، وطورنا بالتعاون مع كليات التقنية العليا، برنامجاً طموحاً لتأهيل وتدريب المواطنين من نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية، حتى يعودوا أفراداً صالحين ومنتجين إلى المجتمع·
وإذا كان هذا جزءاً مما حققناه، فإن السنة المقبلة تحمل الكثير من الإنجازات النوعية، قد يكون أبرزها إجراء أول عملية انتخابية لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، في خطوة يتطلع إليها الجميع بكثير من الثقة والتفاؤل·
ومن المنتظر أن تكون هذه السنة أيضاً، سنة تفعيل نظام التسجيل في هيئة الإمارات للهوية، خصوصاً بعد الدفع القوي الذي تمثل بتفضل صاحب